السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده الذى جائنا باحق والهدى وأنجانا من الهلكة والنار وعلى آله الذين هم الخيرة البررة وأصحابه الذين آمنوه ونصروه وعزروه وجاهدوا معه في سبيل الله والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب ,,,,
أما بعد,,,,
أحبائي الكرام ,,,,إن كثيرا من اصدقائي والعوام وقد إستشكل عليهم شأن إبليس هل هو من الجن أم من الملائكة ؟
وفيه قولان مشهوران,,,,أحدهما:- إن إبليس من الملائكة ,,قاله جل من العلماء والأئمة منهم ابن
عباس وابن مسعود وسعيد بن المسيب واختاره الشيخ موفق الدين والشيخ أبو الحسن الأشعري
وأئمة المالكية وابن جرير الطبري يستدلون بقول الله ,,وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ
دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (الكهف / 50)
ظاهر هذه الآية يدل على أن إبليس من الملائكة ,,,لأن أمرالله بالسجود للملائكة وهو اي إبليس مأمور به ولو لم يكن عضوا من الملائكة لما يدخل في أمر الله ,,,,ولذا قال الأئمة المذكورون إن إبليس من الملائكة لأنه داخل في أمر الله للملائكة بالسجود
والثانى:- إن إبلس ليس من جنس الملائكة ولكن من الجن لأن الله جل وعلى قال:- فَسَجَدُوا
إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ
بَدَلاً (الكهف / 50)
هذا ظاهر قطعي على أن إبليس من الجن وليس من جنس الملائكة ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم,,عن عائشة
(رض) قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خُلِقَت الملائكة من نور وّخُلِقَ الجَّان
من مارجٍ من نار وخُلِقَ آدم مما وُصِفَ لكم (مسلم- برقم 2996)(أحمد برقم 24668)(البيهقي
في السنن الكبرى برقم 18207)(ابن حبان برقم 6155),,,,,بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة خلقوا من نور والجان من مارج من النار ,,,,أن إبليس خلق من النار لا من النور,,,هنا يتضح الأمربقوله لأنه مخلق من النار,,قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي
مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(الأعراف/12) هذا هو أحسن تأويلا وأهدى سبيلا والله أعلم
ولكن ,,,,ينبغي علينا أن نجيب للإعتراض السابق (إن أمرالله بالسجود للملائكة وهو اي إبليس مأمور به ولو لم يكن عضوا من الملائكة لما يدخل في أمر الله)
والجواب:- أن أمر الله بالسجود لأهل ملإ الأعلى من الملائكة وإبليس عموما ولا للملائكة خصوصا,,,لأن سياق الآية يدل عليه ,,,لأنه سبحانه وتعالى أورده بالإستثناء المنقطع كما فى قوله تعالى:- لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا
سلاما سلاما (الواقعة-25) لا يسمع في الجنة قول لغو ولا تأثيم بل فيها يسمع سلام سلام ,,لأن قول سلام ليس من اللغو والتأثيم كما أن إبليس ليس من الملائكة في قول الله (وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ)وهو إستثناء منقطع كما هو مشهور عند أهل اللغة,,,والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق